ضمور العضلات (ساركوبينيا) هو فقدان تدريجي للكتلة العضلية وقوتها مع التقدم في السن. من أعراض المرض الرئيسية ضعف العضلات. ينتج ضمور العضلات،بشكل رئيسي نتيجة لعملية الشيخوخة الطبيعية. يعتقد العلماء أن قلة النشاط البدني واتباع نظام غذائي غير صحي قد يُسهمان في الإصابة بهذا المرض.
ما هو ضمور العضلات (ساركوبينيا)
التعريف الطبي لضمور العضلات هو فقدان تدريجي للكتلة العضلية والقوة والوظيفة. عادةً ما يصيب كبار السن، ويُعتقد أنها تحدث مع التقدم في السن. يمكن أن يؤثر ضمور العضلات بشكل كبير على جودة الحياة، حيث يقلل من القدرة على أداء المهام اليومية مما قد يؤدي إلى فقدان الاستقلالية والحاجة إلى رعاية طويلة الأمد.
يؤثر فقدان العضلات على الجهاز العضلي الهيكلي، وهو عامل رئيسي في زيادة الضعف والسقوط والكسور. وقد تؤدي إلى دخول المستشفى وإجراء عمليات جراحية، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات، بما في ذلك الوفاة.
يمكن أن يؤثر فقدان العضلات أيضًا على الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI). إن الأشخاص المصابون بالسمنة وفقدان العضلات معًا أكثر عرضة للمضاعفات مقارنةً بالسمنة أو فقدان العضلات وحدهما.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض ضمور العضلات (ساركوبينيا)
يُصيب فقدان العضلات عادةً الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فأكثر. تزداد المعدلات مع التقدم في السن. ويصيب المرض كلا الجنسين بالتساوي. تزداد معدلات الإصابة لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
اقرأ أيضًا: الفيبروميالجيا و7 نصائح للتعايش
معدل شيوع ضمور العضلات (ساركوبينيا)
لا توجد دراسات كافية عن معدلات الإصابة حيث أن معظم المصابين لا يتم تشخيصهم بدقة ولا يتلقون علاجًا لفقدان العضلات. لكن معدلات الإصابة تتراوح بين 5% و13% لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فأكثر. ترتفع التقديرات إلى 11% إلى 50% لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عامًا فأكثر.
تأثير ضمور العضلات (ساركوبينيا) على الجسم
يؤدي انخفاض عدد وحجم ألياف العضلات إلى ترققها (ضمور العضلات). مع التقدم في السن، يمر الجسم بتغيرات معينة تُعدّ عاملًا رئيسيًا في الإصابة بفقدان العضلات.
على سبيل المثال، لا ينتج الجسم الكميه نفسها من البروتينات التي تحتاجها العضلات للنمو مما يؤدي إلى صغر خلايا العضلات.
بالإضافة إلى ذلك، مع التقدم في السن، تؤثر تغيرات في بعض الهرمونات مثل هرمون التستوستيرون وعامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1) على ألياف العضلات، مما قد يؤدي إلى فقدان العضلات.
أعراض وأسباب ضمور العضلات (ساركوبينيا)
من أهم أسباب ضمور العضلات قلة النشاط البدني والسمنة والأمراض المزمنة.
كثير من العوامل الأخرى بما في ذلك الشيخوخة قد تؤدي إلى إلى فقدان وضمور العضلات. علمًا بأن هناك خطوات يمكن اتخاذها لإبطاء المرض.
أعراض ضمور العضلات (ساركوبينيا)
أكثر أعراض ضمور العضلات شيوعًا هو ضعف العضلات. قد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- فقدان القدرة على التحمل.
- صعوبة في أداء الأنشطة اليومية.
- المشي ببطء.
- صعوبة في صعود السلالم.
- ضعف التوازن والسقوط.
- انخفاض حجم العضلات.
ما الذي يسبب ضمور العضلات (ساركوبينيا)؟
على الرغم من أن الشيخوخة قد تكون السبب الرئيسي، إلا أن الباحثون وجدوا عوامل خطر أخرى محتملة لضمور العضلات. قد تشمل هذه العوامل مايلي:
العمر
يُعدّ ضمور العضلات نادرًا قبل سن الستين، مع أن فقدان العضلات يبدأ قبل ذلك بعقود. بالإضافة إلى التغيرات البيولوجية المصاحبة للشيخوخة، من المرجح أن يكون لدى كبار السن عوامل خطر إضافية، مثل قلة النشاط البدني، وسوء التغذية، والأمراض المزمنة، والتي تُسهم في فقدان العضلات والقوة.
السبب الأكثر شيوعًا لضمور العضلات هو عملية الشيخوخة الطبيعية. يبدأ الشخص تدريجيًا بفقدان كتلة العضلات وقوتها في الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر. وتزداد هذه العملية بين سن 65 و80 عامًا. تختلف المعدلات، ولكن قد يفقد الشخص ما يصل إلى 8% من كتلة العضلات كل عقد. يفقد الجميع كتلة العضلات بمرور الوقت، لكن المصابين بضمور العضلات يفقدونها بسرعة أكبر.
قلة النشاط البدني
تشير الدراسات إلى أن الحفاظ على النشاط البدني مع التقدم في السن يُمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بضمور العضلات بشكل كبير. كلما زاد وقت الجلوس أو الاستلقاء خلال اليوم، زادت احتمالية فقدان كتلة العضلات والقوة. قد يُسهم قضاء الكثير من الوقت في حالة عدم النشاط البدني في فقدان العضلات والقوة حتى مع ممارسة الرياضة في أوقات أخرى من اليوم.
النظام الغذائي
يُعتقد أن النظام الغذائي غير الصحي يُسهم في الإصابة بساركوبينيا. لا يزال العلماء يُحددون أهم العوامل الغذائية، ولكن يُشتبه في أن قلة تناول البروتين تُساهم في تطور المرض، حيث أن الجسم يواجه صعوبة متزايدة في تحويل البروتين إلى طاقة مع التقدم في السن.
كما تُظهر بعض الدراسات، وليس كلها، وجود صلة بين تناول كمية قليلة جدًا من البروتين والإصابة بساركوبينيا.
قد تلعب عادات غذائية أخرى، بما في ذلك الأنظمة الغذائية قليلة الفواكه والخضراوات، دورًا أيضًا.
كما رُبطت الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكثير من الأطعمة المُصنّعة والتي تحتوي على مستويات عالية من السكر والملح والمواد المضافة والدهون غير الصحية بانخفاض كتلة العضلات.
بشكل عام، كبار السن الذين يعانون من سوء التغذية، بسبب قلة تناولهم للطعام أو اتباع نظام غذائي لا يُوفر العناصر الغذائية الكافية لاحتياجاتهم، يكونون أكثر عرضة للإصابة بساركوبينيا، وتتدهور حالتهم الصحية بسرعة أكبر عند الإصابة بها.
السمنة
إن العوامل نفسها التي تزيد من خطر الإصابة بساركوبينيا، مثل الخمول وسوء التغذية، يُمكن أن تُؤدي إلى السمنة.
عند الإصابة بكلتا الحالتين، يُطلق الأطباء على هذه الحالة اسم سمنة ساركوبينيا. يبدو أن السمنة تُفاقم فقدان العضلات.
إن ارتفاع مستويات الدهون في الجسم يزيد الالتهاب ويُغير استجابة الجسم لهرمون الأنسولين، وكلاهما يُسرّع فقدان العضلات. كما تُصعّب السمنة الحفاظ على النشاط البدني، مما يؤدي إلى دورة من فقدان العضلات وتراكم الدهون.
الإصابة بالأمراض المزمنة
إن الإصابة بأمراض مزمنة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، أو أمراض الكلى، أو داء السكري، أو السرطان، أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، تزيد من خطر الإصابة بفقدان العضلات.
التهاب المفاصل الروماتويدي و مقاومة الأنسولين وانخفاض مستويات الهرمونات يساهم أيضًا في تطور المرض.
انخفاض عدد الخلايا العصبية التي ترسل إشارات من الدماغ إلى العضلات لتُنبهها للحركة.
التشخيص والفحوصات الخاصة بضمور العضلات (ساركوبينيا)
إن تشخيص ضمور العضلات قد يتم عن طريق إجراء فحص بدني وطرح عدة أسئلة على المريض عن الأعراض التي يشتكي منها.
كما يمكن عمل استبيان بناءًا على الأعراض التي يذكرها المريض، يُسمى SARC-FK ويرمز إلى:
S – القوة (Strength).
A – المساعدة على المشي (Assistance with walking) .
R – النهوض من الكرسي (Rising from a chair).
C – صعود السلالم (Climbing stairs).
F – السقوط (Falls).
يُقيّم كل عامل برقم يتراوح بين ٠ و٢. أعلى درجة قصوى لمؤشر SARC-F هي ١٠ درجة.
SARC-F التي تبلغ ٤ أو أكثر تستدعي إجراء المزيد من الفحوصات.
الفحوصات اللازمة لتشخيص ضمور العضلات (ساركوبينيا)
لا يوجد اختبار واحد لتشخيص ضمور العضلات. يمكن إجراء عدة اختبارات لتشخيص ضمور العضلات وتحديد شدته.
اختبارات قوة العضلات
اختبار قبضة اليد
تُقارن قوة قبضة اليد قوة العضلات الأخرى. يستخدم مقدمو الرعاية الصحية هذا الاختبار لتحديد أي نقص في قوة العضلات بشكل عام.
اختبار الوقوف على الكرسي
يستخدم مقدمو الرعاية الصحية اختبار الوقوف على الكرسي لقياس قوة عضلات الساقين، وخاصة عضلات الفخذ الرباعية. يقيس اختبار الوقوف على الكرسي عدد المرات التي يمكن فيها الوقوف والجلوس من الكرسي دون استخدام الذراعين في 30 ثانية.
اختبار سرعة المشي
يقيس اختبار سرعة المشي الوقت الذي يستغرقه الشخص لقطع مسافة 4 أمتار (حوالي 13 قدمًا) بوتيرته المعتادة.
بطارية الأداء البدني القصيرة
SPPB) Short physical performance battery).
في اختبار SPPB ينبغي أداء ثلاث مهام محددة بوقت معين: اختبار الوقوف على الكرسي، واختبار التوازن أثناء الوقوف، واختبار سرعة المشي.
اختبار التوقيت والانطلاق
Timed-up and go test (TUG)
يقيس هذا الاختبار الوقت الذي يستغرقه الشخص للنهوض من الكرسي، والمشي مسافة 3 أمتار (حوالي 10 أقدام) بعيدًا عنه، والعودة إليه مسافة 3 أمتار، والجلوس عليه مجددًا.
فحوصات التصوير لقياس كتلة العضلات
قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة (DEXA أو DXA):
يستخدم هذا النوع من اختبارات التصوير الأشعة السينية منخفضة الطاقة لقياس كتلة العضلات، وكتلة الدهون، وكثافة العظام.
تحليل المعاوقة الكهربائية الحيوية
Bioelectrical impedance analysis (BIA)
يُعد اختبار BIA أقل تكلفة وأكثر توفرًا من DEXA. يقيس هذا الاختبار نسبة الدهون في الجسم إلى كتلة الجسم النحيل.
علاج ضمور العضلات (ساركوبينيا)
يشمل علاج ضمور العضلات عادةً تغييرات في نمط الحياة. يمكن لهذه التغييرات في سلوكيات نمط الحياة أن تُعالج فقدان العضلات وتساعد على عكس مساره.
النشاط البدني
قد يُوصي مُقدم الرعاية الصحية بممارسة تمارين القوة التدريجية القائمة على المقاومة. يُمكن أن يُساعد هذا النوع من التمارين في تحسين القوة وعكس فقدان العضلات.
اقرأ أيضًا: المشي: الإنسان كائن خُلق ليمشي
نظام غذائي صحي:
إن اتباع نظام غذائي صحي مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، يمكن أن يساعد أيضًا في عكس آثار ضمور العضلات. من المهم بشكل خاص زيادة تناول البروتين من خلال الطعام أو المكملات الغذائية.
الأدوية المستخدمة لعلاج ضمور العضلات (ساركوبينيا)
يدرس الباحثون إمكانية استخدام المكملات الهرمونية لزيادة كتلة العضلات. ولكن لا توجد حاليًا أي أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج ضمور العضلات.
الوقاية من مرض ضمور العضلات (ساركوبينيا)
قد يكون من الصعب الوقاية تمامًا من ضمور العضلات، نظرًا لأنه يحدث كجزء من عملية الشيخوخة الطبيعية. ولكن يمكن اتخاذ خطوات لإبطاء تطور المرض. وتشمل هذه الخطوات الآتي:
اتباع خيارات غذائية صحية
إن المحافظة على نظام غذائي صحي يحتوي على بروتينات عالية الجودة مفيد للعضلات. على الشخص أن يستهدف تناول من 20 إلى 35 جرامًا من البروتين في كل وجبة.
ممارسة الرياضة: المحافظة على نمط حياة نشط بدنيًا يتضمن تمارين مثل تمارين المقاومة.
الفحوصات الطبية الروتينية: ينبغي إخبار الطبيب بأي تغيرات صحية، وعمل فحص دوري لوظائف الأعضاء.
التوقعات وتطور المرض
يعتمد توقع الإصابة بساركوبينيا بشكل أساسي على العمر. تزداد معدلات الإصابة بالحالة مع التقدم في السن. بالإضافة إلى ذلك، يختلف توقع الإصابة باختلاف الصحة العامة ونمط الحياة.
يمكن أن يؤثر هذا المرض بشكل كبير على جودة الحياة. قد يتمكن المريض من عكس آثار الحالة بتغييرات في نمط حياته. في حال عدم القيام بالتغييرات الموصى بها، فسيستمر المرض في إضعاف العضلات. مع مرور الوقت، قد يحتاج المريض إلى رعاية صحية مستمرة ليعيش حياته.
هل ساركوبينيا مرض؟
في عام 2016، أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ساركوبينيا مرضًا محددًا من خلال إنشاء رمز للحالة في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10). جعل هذا التصنيف ساركوبينيا مرضًا يجب الإبلاغ عنه من قبل مقدمي الرعاية الصحية. وبالتالي، زاد من تشخيص المرض وعلاجه.
يساعد هذا التصنيف على تمييز ساركوبينيا عن الأمراض المماثلة، ويسمح للباحثين بالبدء في جمع بيانات قيّمة حول هذه الحالة.
ما الفرق بين ضمور العضلات وساركوبينيا؟
ساركوبينيا هو نوع من ضمور العضلات يصيب الأشخاص بشكل خاص مع التقدم في السن. ضمور العضلات هو فقدان الأنسجة العضلية. تشترك الحالتان في سمات مشتركة لفقدان العضلات، ولكن العمليات الكامنة وراءهما مختلفة. يؤدي انخفاض حجم وعدد ألياف العضلات إلى ساركوبينيا. في ضمور العضلات، يحدث انخفاض في حجم الألياف، ولكن تبقى كميتها كما هي.
المصادر
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/23167-sarcopenia
https://www.webmd.com/healthy-aging/sarcopenia-with-aging
https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0140673619311389